بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه
لما جاء وفد سويد بن الحارث الأزدي، وقومه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أنتم ؟قالوا: مؤمنون يا رسول الله. فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إن لكل قول حقيقة، فما حقيقة إيمانكم؟.
قالوا: خمس عشرة خصلة،خمس منها أمرنا رسلك أن نؤمن بها، وخمس أمرتنا أن نعمل بها، وخمس تخلقنا بها في الجاهلية، فنحن عليها إلا أن تكره منها شيئاً.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما الخمس التي أمركم رسلي أن تؤمنوا بها ؟
فقالوا: أمرنا رسلك أن نؤمن بالله، وملائكته، وكتبه ورسله، وبالبعث بعد الموت
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فما الخمس التي أمرتكم أن تعملوا بها ؟ قالوا: أن نقول لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونقيم الصلاة، ونؤتي الزكاة، ونصوم رمضان، ونحج البيت إن استطعنا إليه سبيلاً.
قال: فما الخمس التي تخلقتم بها في الجاهلية ؟
قالوا: الشكر عند الرخاء والصبر عند البلاء، والرضا بمر القضاء والصدق في مواطن اللقاء، وترك الشماتة بالأعداء.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: حكماء، علماء، وكادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء.
ثم قال:
وأنا أزيدكم خمساً، فتتم لكم عشرون خصلة: {إن كنتم كما تقولون، فلا تجمعوا ما لا تأكلون، ولا تبنوا ما لا تسكنون، ولا تنافسوا في شئ أنتم عنه زائلون، واتقوا الله الذي أليه ترجعون، وعليه تعرضون، وارغبوا فيما عليه تقدمون وفيه تخلدون}
أسد الغاية في معرفة الصحابة: لابن الأثير