عاقبة الصبر
فالإنسان يخلق وتخلق معه متاعبه من مصائب وآلام وفقر ومرض، وفقد حبيب إلى خيبة أمل وخسران
كل هذه الأمور ونحوها تحتاج إلى الصبر للتغلب عليها وبالتالي للوصول إلى النجاح والسعادة المرجوة.
إن حياة يوسف سلسلة من المتاعب التي انتهت بالفوز والمكانة المرموقة والحياة الطيبة.
تبتدئ حياة يوسف بانسلاخه عن أهله والقائه في البئر ثم انقاذه والعيش بعيداً عن أهله مع ما في ذلك من ألم مكبوت على فراق أهله وكيد اخوته، ثم تأتي مرحلة قاسية عليه وهي زجه في السجن ظلماً وعدواناً جزاء أمانته هذه الأمور يمكن أن تلقي في النفوس اليأس والكفر بقيم الحق والعدالة وتحثه على الارتماء في أحضان الشر والرذيلة. ولكن شيئاً من هذا لم يحصل بل ظل يوسف صامداً على مبادئه، صابراً على بلوائه، مترقباً رحمة ربه منتظراً انفراج الأزمة التي وقع فيها ظلماً وعدوانا مؤمناً بالله وعدله، داعياً إلى عبادته وحده وهو في ظلمات السجن، فلم تزحزحه هذه المصائب عن إيمانه وثقته بالله، فكان جزاؤه ان من الله عليه بموهبة تفسير الرؤى التي بواسطتها نجا من السجن وتربع في أرفع المناصب الدنيوية ونال الجاه والسلطة وطيبات الحياة، وقد بين يوسف عاقبة الصبر الذي تحلى به بقوله: {إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين.
جزى الله من أعان على نشرها بارك الله فيكم والسلام عليكم
لا تنسونا من خالص دعاكم وللمسلمين جميعا